ملصق: العنف بالمدارس
يعيش التعليم اليوم أحلك فتراته في تاريخ
المغرب لعوامل شتى لا يسع المجال لذكرها و لا يتقبل الوعي الحالي للأغلبية
الساحقة استيعابها، لكن الجميع يجمع على أن التعليم المغربي يسير نحو
الهاوية، و إذا كنت في هذا الموقع المتواضع أبذل جهدي لتوفير بعض الوسائل
للرقي بالعملية في هذا البلد على غرار عدد من الزملاء، فإنني أسجل و
بالملموس أن أهل الإختصاص لا يهمهم أصلا أن نتقدم أو نتأخر، و هو ما نلامسه
في تعاملهم مع المبادرات الفردية التي يتم تجاهلها في حين يتم ايلاء
العناية كامل العناية للمشاريع التجارية التي تتطلب صرف الأموال العمومية،
المر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام .
في
الحقيقة أحاول دائما الإبتعاد عن أجمة التعليم في البلد، لأنها تدمي القلب
و الجسد دون أن يرف جفن سواء للمستفيد او غير المستفيد، فأقصى ما يستطيعه
كلاهما هو توجيه أصابع الإتهام لنساء و رجال التربية و التعليم و تجميلهم
كامل المسؤولية فيما يقع و يحصل و انه المعرقل الوحيد للإصلاح “المزعوم”
الذي يُروج له، ما يجعلنا نسير مع الركب و نبذل ما نستطيع فرادى على امل غد
أفضل .
المناسبة
هذه المرة المذكرة الوزارية التي صدرت في إطار الأسبوع التحسيسي حول
مناهضة العنف بالوسط المدرسي، و الذي اختير له أيام19،18،17،16،15،14 مارس
من الموسم الدراسي 2015/2016، و الحق يقال أن هذه المذكرة ليست أكثر من
“رتوشات” و “مساحيق” لا تمت للواقع بصلة، و كل من يمارس في الواقع سيعرف
عما اتحدث و خصوصا أساتذة سلكي الإعدادي و التأهيلي الذين يعانون الأمرين
في المؤسسات مع متعلمين شجعتهم مذكرات أخرى تتعارض مع هذه الأخيرة، و جعلت
الصلاحيات المطلقة في يد المتعلمين في مقابل تكبيل هيئة التدريس و تقييد
دورها .
إن أي محاولة للحد من العنف
بالوسط المدرسي سواء بين متعلم و آخر، أو بين متعلم و مدرس، أو مدرس و
متعلم، أو مدرس و مسؤول أو العكس تتطلب ترسانة قانونية واضحة وضوح الشمس لا
تترك للتأويل أو اللبس مجالا الأمر الذي يبين بالملموس جدية المسؤولين في
التعامل مع الظاهرة من جهة و يتيح لكل طرف أن يعرف حدوده و ما يترتب عن
تجاوزها من جهة ثانية.
و
حتى لا نكون مجرد منتقدين، قمت بتصميم ملصق من الحجم المتوسط [A3] يتطرق
للظاهرة من منظوري الشخصي، مستغلا تأثير الصورة التي أصبح لها دور كبير في
إيصال المعلومة أكثر من الخطاب الشفهي ، الملصق يمكن اعتماده كصورة لتزيين
الفصل أو حتى وسيلة تحسيسية تفتح قنوات التواصل في جو من المسؤولية سواء
أفقيا او عموديا .
أضف تعليق