الوسائل التعليمية و أهميتها: الرياضيات نموذجا

الوسائل التعليمة، وسائل الإيضاح أو الوسائل السمعية البصرية جميعها مسميات للأدوات التي يستعين بها المُدرس لإنجاح العملية التعليمية التعلمية، من خلال نقل المتعلم من جو المحسوس النظري إلى جو الملموس التطبيقي، المر الذي ينعكس إيجابا على العملية برمتها، إذ تعمل على زيادة الدافعية و الرغبة في البحث و التنقيب لدى المتعلمات و المتعلمين، و العمل للوصول إلى المعرفة من خلال إعمال الملاحظة و التفكير .



غير أن الأمور لا تتم بالسهولة التي يتخيلها البعض، فالوسيلة التعليمية سيف ذو حدين، قد تساعدك بشكل فعال إذا ما أحسنت اختيارها و تعاملت معها بالشكل المطلوب، و قد تنقلب عليك و تؤثر على عملية التحصيل إذا ما تم اختيارها بعشوائية، و هنا يبرز دور المدرس و عملية التحضير القبلي، فلكل مادة خصوصياتها التي تختلف عن بقية المواد، و حتى نكون عمليين اخترت مادة الرياضيات كنموذج ، و درس المجسمات كمثال تطبيقي يمكن القياس عليه .
قد يقول قائل - كما جرت العادة من المثبطين - 😤 :
- أين الكهرباء؟ 😡- أين المسلاط؟ 😡- أين الحاسوب؟😡 - أين الطابعة؟ 😡- أين هي الموارد الرقمية؟😡 - أين و أين .. 😵
و هي أسئلة لا تنتهي، فنحن هنا نعمل على إيجاد الحلول لمن يريد الإرتقاء بأدائه و لا نجبر أحدا على القيام بشيء، ففي النهاية نتفق جميعا أن الواقع لا يرتفع، و أن الظروف لا تساعد، و أن الأولياء في سوادهم الأعظم لا يهتمون، و الدولة لا تُوفِّر المستلزمات، و هي أعذار حقيقية و مقبولة، لكن الجميل أن هناك من يحب التحدي و يسعى إلى خلق جو فريد سيبقى للأبد في عقول الناشئة التي ستكون "أنت" ملهما لها لمواصلة المسير .
عموما، في درس المجسمات نجد عائقا كبيرا يتمثل في الإنتقال من مفهوم الشكل الهندسي إلى مفهوم المجسم، و لن يتأتى ذلك إلا بالإنتقال من خاصية الرسم التي يتميز بها الشكل إلى خاصية البناء التي يتميز بها المجسم، و هو أمر لا يمكن تنفيذه على السبورة فقط، لأنك بذلك تظل محصورا في مجال الرسم، الأمر الذي يدفع المتعلم إلى التساؤل عن الفرق بين ما قام به المدرس بين الرسم الأول "شكل" و الرسم الثاني "مجسم" .
بطبيعة الحال لا يكتفي المدرسون برسم المجسمات على السبورة، بل يستعينون بالعلب الكارتونية أو البلاستيكية لتمثيل نموذج للمكعب و متوازي المستطيلات و الأسطوانة، في حين يظل الهرم و المخروط ... الخ في خبر كان، بل يتعدى الأمر إلى تجاهل المبدأ الرئيس للمجسم: البناء.
و هنا أسوق لكم بعض أوراق العمل التي ستساعدكم حقيقة على تجاوز الصعوبات المحيطة بهذا الدرس و تعطيكم فكرة للإستئناس بها و تنزيلها بالنسبة لباقي المواد الدراسية بالسلك الإبتدائي، كما أضع رهن إشارتكم ملفات تمارين موازية لهذا الدرس يمكنكم الإستعانة لتقويم و معالجة التعثرات و حتى لدعم المكتسبات و تثبيتها .
أما بالنسبة للطريقة التي أستعملها و التي يمكنكم الإستعانة بها إذا ما كانت مناسبة لكم فهي كالآتي:
1- الحصة الأولى : تقديم الدرس من خلال وضعية للإنطلاق، كما يقوم بذلك جل المدرسين، الفرق أنني أعتمد نشاطا خاصا يعتمد على قطع رقيقة من الخشب (عود ثقاب - عود القطن - عود تنظيف الأسنان .. الخ) إضافة لمادة "العجين"، حيث يعمل المتعلمون على بناء المجسمات بأنفسهم من خلال الملاحظة و المحاكاة، الأمر الذي يساهم فيتقريب مفهوم "بناء المجسمات" بشكل ملموس للمتعلمين .
2- الحصة الثانية: و فيها نتعرف على خصائص المجسمات ( شكل الوجوه، عدد الحروف، عدد الرؤوس) بالإعتماد على المجسمات التي صممها المتعلمون و مجسمات معدة لهذا الغرض، حيث نعتمد على علب بها ثقوب دائرية، مربعة، مستطيلة، مثلثة ... الخ، يحاول المتعلمون إدخال المجسم للعلبة من خلال الثقب، و ذلك للتعرف على طبيعة الوجوه الموجودة بلكل مجسم على حدة.
في حين نعتمد على المجسمات التي قام المتعلمون ببنائها بالعجين و الأعواد لمعرفة عدد الحروف و الرؤوس و الفرق بينهما، و بذلك نضرب عصفورين بحجر واحد، تقريب المفهوم بشكل ملموس و جعل المتعلم قادرا على الوصول إلى النتيجة من خلال الإعتماد على نفسه .
3- الحصة الثالثة: إنجاز بعض التمارين على المقرر، قبل الإنتقال لتمارين موازية تعتمد على اللعب بشكل أكبر من خلال أنشطة يقوم فيها المتعلمون بالتنافس فيما بينهم بواسطة ربط كل مجسم بالبطاقات المناسبة له - تجدونها رفقة الملفات أسفله - حيث يعمل هذا النشاط على تقويم درجة تحكم المتعلم و تحديد التعثرات التي تحتاج لمعالجة فورية .

قد تتفق معي في الطريقة أو تختلف، و هو امر محمود، فأنا لا أدعي أن ما أقوم به صحيح 100%، بل يحتاج غلى تنقيح و توجيه للبلوغ به لدرجة أعلى، و هو ما يحتم علي الإنصات لملاحظاتكم و آرائكم و توجيهاتكم من خلال صندوق التعليقات أسفله حتى اتمكن برفقتكم من تنمية ادائي المهني بما فيه صالح أبنائنا و بناتنا .

المرفقات :  (حجم الملفات 18 ميغا)

شاركنا تجربتك في استخدام الوسائل التعليمية و الطرق التي تدبرها بها، و النتائج التي تحصلت عليها من خلال الإعتماد على هذه الأدوات الملموسة ... 
مصدر الملفات : من هنا

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.