مراجعة لمجلة م.م زيري بن عطية

قليلة هي المؤسسات التربوية التي لها مواقع إلكترونية فعالة، و قليلة هي المدارس التي تصدر مجلتها الخاصة بانتظام و بشكل دوري، اليوم و في إطار المراجعات التي أقوم بها بين الفينة و الأخرى لأعمال الزملاء أو المؤسسات في المغرب أتوقف مع مجموعة مدارس زيري بن عطية بالجماعة القروية بوعنان، و لمن لا يعرف هذه المنطقة -حتى يعرف حجم الجهد المبذول من الأطر الإدارية و التربوية- فهي تقع "في الجنوب الشرقي للمغرب تمتد تحت التقسيم الترابي لدائرة "بني تجيت" عمالة " بوعرفة".يحدها من الجهة الشمالية مدينة "بني تجيت" ومن الجهة الشرقية جماعة "عين الشعير" من الجهة الغربية مدينة "بودنيب" ومن الجهة الجنوبية قيادة "عين الشواطر".

تعرف المنطقة تزايدا ملحوظا في نموها الدمغرافي إلا أن قاعدة الشيوخ وكبار السن هي الأكثر اتساعا. اقتصاديا تعتمد بوعنان في اقتصادها على عائدات المجال الرعوي بالخصوص وكذا المجال الفلاحي الذي يشكل الركيزة الأساسية لأبناء المنطقة في حين يبقى النشاط التجاري ضعيفا وغير مهيكل يغلب عليه الطابع الموسمي خصوصا في فترة الصيف التي تشهد رجوع أبناء المنطقة القاطنين بارض المهجر أو خلال الفترة الربيعية وفي الاعياد والمناسبات".(1)



في الحقيقة لم أجد موقع هذه المؤسسة بالصدفة، بل تعرفت إليه من خلال دردشة مع الزميل عبد الرحيم عزيز على الفايسبوك، و الحق يقال، لقد تفاجئت عندما رأيت حجم الجهد المبذول و النتيجة الطيبة التي وصل إليها الزملاء في المنطقة، فرغم الظروف الصعبة إلا أنني أجزم أن الموقع الإلكتروني لمجموعة مدارس زيري بن عطية أكثر تنظيما و حيوية و نشاطا من عشرات المواقع الرسمية، -مواقع الأكاديميات مثلا- فالبوابة تُعَرِّف بالمؤسسة من خلال قسم الأنشطة و من خلال قناتها على اليوتيوب  إضافة إلى استغلال شبكات التواصل الإجتماعي، بل و تتعدى الأمر للمساهمة في رقمنة المجال التعليمي من خلال توفير موارد رقمية لعموم الزوار.

إلا أن أبرز ما يسترعي انتباه الزائر هو توفر المؤسسة على مجلة دورية خاصة بها - تحمل اسم براعم م.م زيري بن عطية- وصلت إلى حد كتابة هذه الأسطر للعدد الخامس- و هو امر ليس بالهين، إذ أن الجميع يتحمس في البدء، لكن قليل هم من يستمرون على نفس النهج، و أعتقد أن م.م بوعنان من بين هؤلاء القليل إذا ما قارنا عملهم مع حجم الإمكانيات المتاحة لهم .

العدد الأول: 

يقع العدد الأول الذي تم إصداره في أبريل 2014  في 15 صفحة من الحجم الكبير [A4]، الظاهر أنها مصممة ببرنامج [Microsoft office word]، العدد غني من حيث المحتوى، لكنه غَلَّب الكتابة على الصورة التي تعتبر المثير الأول للصغار، عموما، من وجهة نظري المتواضعة، العمل كبداية مستحسن في مجمله خصوصا إذا استحضرنا حيثيات العمل بالعالم القروي .


العدد الثاني: 

صدر هذا العدد في يونيو 2014 في 14 صفحة من الحجم الكبير [A4]، المحتوى جيد، لكن من حيث التصميم لم يتغير الشيء الكثير، لأنه تم اعتماد نفس البرنامج، كما تم الإحتفاظ تقريبا بنفس محاور العدد الأول لكن مع استخدام أمثل للصورة و توزيعها على صفحات العدد .

العدد الثالث: 

 صدر في يناير 2015 في 14 صفحة هو الآخر من نفس الحجم، المحتوى جيد كما العادة و يسير في نسق واحد، الفرق في التصميم الذي تغير بشكل ملحوظ، هل تم اعتماد برنامج آخر ام تم الإقتصار على محرر النصوص الشهير؟ لا أعلم صراحة ..  لكن ما لا شك فيه أن هناك قفزة نوعية في تصميم هذا العدد و توزيع الصور على الكتابة .

العدد الرابع: 

صدر في ماي 2015 في 14 صفحة كما هي العادة، و هنا تحديدا يظهر بشكل جلي أثر القفزة النوعية في التصميم التي ابتدأت مع العدد الثالث، إذ بدأ الإعتماد على صور بصيغة [.png] المفرغة من الخلفية و التي تتيح لك وضع الصور التي تريد على الخلفية التي تعمل عليها دون أن يؤثر ذلك بشكل سلبي على هذه الأخيرة.
أما من حيث المحتوى فقد تم تخصيص حيز أكبر للغة الفرنسية مقارنة بباقي الأعداد السابقة، كما تم رفع صفحات التسلية إلى ثلاث صفحات مقارنة بالأعداد السابقة التي تقتصر على صفحتين فقط .

العدد الخامس: 

و هو آخر إصدار إلى حدود كتابة هذه الأسطر، و الأكيد أنه لن يكون الأخير .. الطريف أن المشرفين على المجلة لم يذكروا تاريخ صدور هذا العدد، و هو أمر وارد خصوصا إذا أخذنا بعين الإعتبار المهام الكثيرة للمشرفين .
العدد جاء في 14 صفحة و لم يخرج عن هذا الأمر سوى العدد الأول، الملاحظ أن هناك نوعا من الإستقرار في نمط التصميم و توزيع المحتوى و هو أمر سيؤثر سلبا في حال استمراره كما حصل مع العندليب التي استقرت في نمط يعود لثمانينات القرن الماضي.



ختاما، هذه المراجعة ليست اقتناصا للأخطاء أو لعب دور المنظر الموجه، بل هي وجهة نظر شخصية خاصة "خاطئة تحتمل الصواب"، مبادرة مجموعة مدارس زيري بن عطية مبادرة طيبة و مجهود محمود يستحق كل تنويه، و لا يفوتني هنا أن أتقدم بالشكر الجزيل للهيئة المشرفة: عبد الرحيم عزي، بشرى أعشوش، لطيفة زايدي، إضافة لمدير المؤسسة و باقي أطرها مثمنا عملكم متمنيا لكم مزيدا من التألق على أمل أن نحذو حذوكم.

(1) ويكيبيديا 
(2) صفحة المؤسسة على الفايسبوك : من هنا


ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.