ملف يناير:مخاطر المحفظة

لاشك أنك كأب أو أم لاحظت الوزن الزائد لحقيبة طفلك المدرسية؟ و لا شك كذلك أنك تساءلت عن سبب ذلك؟ لكن مهلا .. هل سبق لك أن طرحت سؤالا عن مدى تأثير وزن الحقيبة على صحة طفلك ؟

إن مشاهدة أطفالك و هم يتوجهون إلى المدرسة قصد التعلم و اكتساب معارف جديدة يشعرك بالفخر و السعادة كأب أو أم .. لكن هذا الأمر لا يجب أن يمنعنا من الإنتباه إلى بعض الجزئيات الصغيرة التي تبدو لنا هامشية لكنها ترخي بظلالها و تؤثر على المسار الدراسي لطفلك من جهة و قد تتعداها لتؤثر على صحته أيضا ، من بين هذه الأمور وزن الحقيبة المدرسية أو ما يعرف عندنا بـ"المحفظة" .
المحفظة أنواع ، منها  و الأكثر استخداما هي حقيبة الظهر [Sac à dos]   لكبر حجمها الذي يسع جل ما يحتاجه التلميذ بالمدرسة من مقررات و دفاتر و أدوات و بعض الأغراض الشخصية ما يحول التلميذ من التعلم إلى رياضة رفع الأثقال، و هنا يكمن الخطر إذ يقول استشاري جراحة العظام علي جعفر العرادي: «إن تأثير الحقيبة المدرسية يكمن في أن حملها يكون سلبياً على الظهر والعنق والمفاصل والأطراف السفلية إذا استخدمت بأوزان ثقيلة وبشكل غير صحيح».
وأضاف «تنتج عن ذلك أمراض مثل: آلام الظهر، وآلام في العنق، وآلام في المفاصل السفلية، ويسبب اعوجاجاً في العمود الفقري، ويكون تأثيرها حاداً على مناطق الظهر والكتفين، وتعرض الطفل للإصابات بالانزلاق الغضروفي أو التشوهات في العمود الفقري».
وتشير دراسة ألمانية إلى أن 19 % من الأطفال دون السادسة يصابون بتقوس الظهر، بينما يصاب 33 % من تلاميذ المدارس من سن 12- 14 سنة بهذا التقوس، 60 % من الأطفال يمرون بمعاناة آلام الظهر حتى بلوغ الثامنة عشرة وكذلك أظهرت الدراسة وجود أمراض وتشوهات في العمود الفقري والمفاصل بين طلبة المدارس والسبب الحقيبة المدرسية.
قد تتساءل الآن و علامات القلق بادية على محياك : لماذا تشكل الحقيبة المدرسية كل هذه المخاطر؟ للإجابة عن هذاالسؤال يجب أن نستحضر أولا قاعدة مهمة مفادها أنه لا يجب أن يحمل الطفل أكثر من 15 في المئة من وزنه ما يدعونا للتحقق فعليا من وزن ما يحمله أبناؤنا على ظهورهم .

و هنا سنختار حالة عشوائية لتلميذ بالمستوى الرابع ابتدائي الذي تتكون حقيبته من :
- مقرر في اللغة الفرنسية
- مقرر في اللغة العربية
- مقرر في التربية الإسلامية
- مقرر في التربية التشكيلية
- مقرر في الإجتماعيات
- مقرر في الرياضيات
- مقرر في النشاط العلمي
- عدد من الدفاتر
- مقلمة
- متفرقات [وجبة خفيفة، أغراض شخصية، ...الخ]
لو افترضنا أن وزن هذا الطفل هو 20 كيلو، و أن نسبة الحمولة المقبولة لا يجب أن يتعدى 10 بالمئة من وزنه فالمفترض أن يكون مقدار الحمل لا يتعدى 2 كيلو، و هو ما يبدو مستحيلا مع كل ما سبق ذكره .. هذا دون الحديث عن الأميال التي التي سيقطعها هذا الطفل للوصول للمدرسة و نوع المسالك التي سيسلكها .

و الغريب في الأمر أن حجم الحقيبة يصغر كلما انتقل المتعلم من سلك لأخر ، فمن حقيبة كبيرة في الإبتدائي إلى متوسطة بالإعدادي إلى صغيرة بالتأهيلي لنصل في نهاية المطاف بعد أن يشتد عوده إلى دفتر واحد بالجامعة.

طيب ما الحل ؟ بعيدا عن القاء اللوم على جهات بعينها سننهج عمليات و خطوات بسيطة ستساعدك كأب و كأم على التقليل من هذه المخاطر إلى أن تشاء الأقدار الإلهية و تهدي مسؤولي الوزارة لإيجاد حل جذري ..
الخطوة الأولى : تتمثل في شراء حقيبة خفيفة الوزن و ذات شريطين للحمل عوض الإنسياق خلف المظاهر و الأسعار، و هنا يجب الإنتباه إلى حجم الشرائط و نوعها .. فالسليم أن تكون عريضة و مبطنة لأن الشرائط الرفيعة و الرقيقة تضغط على عضلات الكتفين مسببة الألم و الضغط على الأوعية الدموية ما يسبب نقصا في ورود الدم لعضلات الكتف .
الخطوة الثانية:الحرص على توفر الحقيبة على شريط يربط على وسط المتعلم لضمان راحته .
الخطوة الثالثة: التواصل مع المدرس قصد تسلم استعمال الزمن لتخفيف الحمل على الطفل .. عوض التوجه كل يوم محملا بجميع اللوازم سيساعدك استعمال الزمن على تحديد اللوازم الخاصة بكل يوم .. و في حال عدم توفر ولي أمر مطلع وجب على المدرس تقدير الظرف و الإحتفاظ ببعض المقررات داخل الفصل كتلك الخاصة بمواد التفتح مثلا .
الخطوة الرابعة: العمل بالخزائن المدرسية داخل المرحلة الابتدائية و خصوصا لمتعلمي البوادي و المداشر، دون الحاجة لأن يحمل الطالب معه كل تلك الكتب والكراسات. فقط كراسة أو اثنتين لا أكثر، وكتاباً منزلياً للاستذكار .
الخطوة الأخيرة: تقديم طلبات للجهات المسؤولة قصد:
- التقليل من عدد المقررات الدراسية .
- تأمين خزانات تقفل بالمفتاح للطلاب كلهم.
- تحديد تنقل الطلاب داخل المدرسة وهم يحملون الحقيبة.
- توجيه الأساتذة وتثقيفهم وإرهاف حسّهم تجاه مشكلة الحقيبة المدرسية.
- التعاون مع الصحة المدرسية بإحضار أطباء اختصاصيين في الفحص الطبي المدرسي للكشف باكرا على العمود الفقري عند الطلاب.
- تفادي وضع الصفوف الابتدائية والصف السادس في الطوابق العليا لأن طلاب هذه الصفوف هم الأكثر تعرضاً لهذه المشكلة.
- الكتب «يجب أن تكون خفيفة الوزن، ومن المفضّل أن تكون من عدة أجزاء كي يجلب التلميذ جزءا واحدا إلى الصف».
- متابعة إدارات المدارس في هذه المشكلة وحث المديرين على ذلك.
 أنفوجرافيك :


المصادر : 1  2  3  4  5

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.