العندليب :مراجعتي للعدد 86

لازلت أتذكر ذلك اليوم بكل وضوح، عندما كنت لا أزال مستمعا في مدرسة القرية، عندما تسلمت أول عدد من مجلة العندليب و الذي صادف العدد 33 ذي اللون البرتقالي و الذي صدر سنة 1986، كان شعورا رائعا لا يوصف، بعد سنوات من التوقف أعادت جمعية التعاون المدرسي  مجلة العندليب مجددا للحياة من خلال العدد 86 و الذي توصلت بنسخة منه بعد حجز مسبق، لكن هذه المرة بخيبة أمل لا يمكن أن توصف كذلك، لكنني سأحاول قدر الإمكان مشاركتكم رأيي من خلال مراجعتي هاته لمجلة المتعاون الصغير.

1-شكلا:
جاء العدد 86 من المجلة في 16 صفحة بمقاس [A4] الذي كانت تعتمده الجمعية منذ سنوات خلت مع تغيير طفيف هم نوعية الورق التي انتقلت من النوع الخشن إلى الأملس، مع ترجمة شعار العندليب إلى الأمازيغية و تغييره من الشكل القديم ذي اللون الوحيد إلى شعر متعدد الألوان.
العدد صدر سنة 2015 التي عرفت تطورا ملحوظا على مستوى البرامج المستخدمة في التصميم، غير أن العدد الذي لم نتوصل به حتى سنة 2016 يبدو أنه قد توقف به الزمن في 2007 دون أن نلامس أي تطور في الإخراج أو لمسة إبداعية تثير حفيظة القارئ و تستثير فضوله لإكتشاف ما يخبئه العدد من مفاجآت، و لعل أن المتأمل لصورة الغلاف سيعرف جيدا ما أعنيه خصوصا إذا ما قارناه مع مجلات مماثلة كالعربي الصغير أو ماجد .

من الأمور التي تثير عددا من الأسئلة هو اعتماد هيئة التحرير على نمط إخراج فني لا يلائم الفئة المستهدفة و التي تميل بشكل كبير إلى الصورة أكثر منها إلى الكلمات، فتجد المجلة تفتح العدد بتقديم مركز من 11 سطرا بخط صغير –أعتقد أنه لا يتجاوز 12- دون الحديث عن تقارب الأسطر بشكل كبير يجعل من قراءة التقديم أمرا غير مستحب للناشئة، و هذه الملاحظة تنسحب على جميع صفحات العدد في تغليب شبه تام للنص على الصورة إذ لم يتجاوز عدد الصور في مجمل العدد 12 صورة .

من الأمور المثيرة كذلك هو غياب صفحة خاصة بهيئة التحرير و طرق التواصل و غيرها من المعلومات الضرورية التي تفيد كل مهتم بأدب الطفل عموما أو حتى من يبحث عن معلومات قصد الإشتراك السنوي .
عموما لا أعرف ظروف عمل المسؤولين عن المجلة، لكن طريقة إخراج العدد من وجهة نظري لم تكن في مستوى التطلعات و إن كنت سأمنحها نقطة عددية فستكون 3 من أصلا عشرة للإعتبارات المذكورة أعلاه .
2-مضمونا:
من حيث المضمون لم تتغير طريقة تناول المواضيع البتة، بل استمر نفس النمط الذي يعتمد حشو المعلومات بشكل مكثف لا يتماشى مع طبيعة أدب الطفل خصوصا في هذه السنوات، دون أن نغفل ان العمل موجه لفئات عمرية مختلفة تتراوح بين 6 سنوات و 13 سنة تقريبا، المر الذي يفرض علينا بالضرورة التنويع في طريقة تناول المواضيع و طريقة إخراجها متحاشين بالضرورة النصوص المقالية التي تنفر الصغار من عملية المطالعة، إذ تكفيهم نصوص المقرر الجافة التي تبعث في نفوسهم الملل و النفور من القراءة عموما و المطالعة خصوصا، علما ان المجلة ستستغل من طرف المتعلمين في أوقات الفراغ التي تزاحمها فيها مثيرات أخرى كالرسوم المتحركة و الألعاب الإلكترونية .
و حتى لا نظل في العموميات، ننتقل إلى تحليل كل فقرة على حدة :
أ-التقديم: لا يسعني قول أي شيء بخصوصه لأنه فقرة حساسة تتحكم فيها عدة أمور قد تكون خارجة عن إرادة القائمين على المجلة .
ب- إسلاميات: بعد التقديم نجد في الصفحة 3 فقرة خاصة بمواعظ و حكم و آداب إسلامية تحث الطفل على التحلي بمكارم الأخلاق، و هو امر مستحسن و بشدة في ظل موجة الإنحلال الأخلاقي الذي تعرفه مدارسنا، لكن عوض اعتماد لغة تقريرية صرفة كان الأجدر اعتماد طريقة مصورة تعتمد القصة كنمط تصويري و الحوار كأسلوب إنشائي الأمر الذي سيثير القارئ الصغير و يجعله يرغب في مطالعة القصة و معرفة فحواها.
ج- شخصية العدد: الصفحة الرابعة 4 تم تخصيصها لفقرة شخصية العدد، و هي إضافة إلى كونها من الفقرات التقليدية فإن تناولها جاء هو الآخر تقليديا لا يناسب الأطفال ذوي 6 و 7 و 8 و 9 سنوات، دون الحديث عن حجم النص الذي يحوي تقريبا 2000 كلمة و هو ما يعتبر كثيرا بالنسبة لهؤلاء الصغار، إضافة إلى كونه غير مشكول الأمر الذي جعله أشبه بمقال صحفي .
باقي الفقرات جاءت بنفس الطريقة و عليها نفس الملاحظات، لكن هناك فقرة حتى و إن كان إخراجها غير مناسب إلا انها مثيرة سواء من حيث الفكرة التي تروم إحياء المعامل التربوية أو من حيث الإختيار الذي تطرق لعملية التزيين .
عموما، أنا جد سعيد بعودة المجلة للصدور، و أتمنى ان تستمر لأنها في جميع الأحوال أفضل من لاشيء، كما انها قابلة للتطوير مع الزمن، دون ان نغفل المبادرة الجميلة التي همت تجميع العداد السابقة في قرص واحد يتيح لنا استرجاع الذكريات الماضية .
و حتى لا نكون كلاميين فقط، ارتأيت تصميم نسخة معدلة حسب وجهة نظري التي تحتمل الخطأ كما تحتمل الصواب، ففي النهاية مراجعتي هاته تعبر عن رأيي الشخصي فقط و لا يمكن اعتبارها انتقادا أو نظرة استعلاء أو احتقارا أو كما قد يعتقده البعض تسفيها لمجهودات الآخرين، كل ما في الأمر أنني أبديت رأيي في مجلة طالعتها منذ الصغر و أحببتها.
إذا وجدت التفاعل المرغوب هنا على الموقع و ليس الفايسبوك، فسأقوم بطرح النسخة المعدلة الخاصة التي قمت بإعدادها باستخدام نفس المحتوى و نفس الأقسام رغم عدم موافقتي لبعضها .. المهم التحميل لن يكون متوفرا إلا بعد تجاوز 10 تعليقات مختلفة من زوار مختلفين .

تحميل مجلة العندليب التي قمت بتعديلها:

|| ميديافاير||

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.