أنشطة مفيدة لطفلك [1]: كن جُمْرُكِيًّا !
يمكن تقسيم وقت الطفل إلى ثلاثة أقسام،
وقت مخصص للنوم و الراحة و الأكل، و وقت مخصص للمدرسة و واجباتها، ووقت
ثالث مخصص للترفيه و اللعب، المشكلة أن هذا الزمن يصعب استغلاله بشكل يزاوج
بين الترفيه و الإستفادة، خصوصا في دول العالم النامي التي لا توفر بنية
تحتية للترفيه بصفة عامة فما بالك بالترفيه الهادف .
لكن
دعني أخبرك بشيء، ليست الدول و الحكومات وحدها المسؤولة عن التوجه السلبي و
التعاطي السيئ في غالب الأحيان مع الوقت الثالث لأطفالنا، فأنت كرب أسرة و
أنت كربة أسرة تتحملان مسؤولية كبيرة في توجيه أطفالكما إما نحو ما هو
إيجابي ينمي قدراتهم و مهاراتهم و في نفس الوقت يرفه عنهم أو العكس من خلال
تركهم في أيدي الشارع و ما أدراك ما عواقب ذلك على مستقبل طفلك، البعض
منكم سيتساءل: طيب كيف أوجه طفلي في وقته الثالث؟ و كيف أحبب له ذلك خصوصا
في ظل ثورة المعلوميات و انفلات الأبناء من أيدي أسرهم ؟؟
طيب،
أول شيء يجب أن نتفق عليه سيدي/سيدتي، لا توجد قوة قاهرة تمنعك من ممارسة
مسؤولياتك الأسرية، أنت من يزرع في أبنائك الإحترام و الإلتزام و أنت في
نفس الوقت من يتيح لهم الفرصة للإنفلات و الإنحراف، عدد من أولياء الأمور
يشتكون من نظرة أبنائهم لهم، إذ لا تتجاوز العلاقة بينهم علاقة مادية تتمثل
في رؤية الأبناء للآباء مصدر تمويل و مصروف لا غير، و هي نظرة نابعة من
تخليك أيها الأب/أيتها الأم عن مشاركة طفلك وقته الثالث .
إذا
اقتنعت بهذا الأمر يمكنك متابعة الخطوات التالية و التي ستساعدك على تهذيب
ذوق طفلك و إتاحة الفرصة له ليكتشف عوالم جديدة ممتعة و مفيدة في نفس
الوقت ، حقا؟ نعم، و لا تستغرب إذا أخبرتك أننا سنعتمد نفس الوسائل التي قد
تسبب انحرافه، فاللقاح أصلا ليس أكثر من فيروس واهن .
1- التلفاز :
التلفاز
ليس أكثر من جاهز يحول تلك الإشارات الإلكترونية إلى صورة متحركة، إذا قمت
بإيقاف تشغيله سيتوقف، إذا قمت بتشغيله سيشتغل، إذا قمت بتغيير القناة
ستتغير … و هكذا، أنت من يتحكم في كل شيء، لا تقل لي أن القنوات تجبرنا على
كذا أو كذا، فالقنوات عددها كعدد النجوم في السماء، فيها الصالح و فيها
الطالح، بها برامج مفيدة و مثيرة كما بها برامج سيئة هدامة، كل ما عليك هو
اختيار البرامج و ليس الأقمار او القنوات في حد ذاتها، ففي نهاية المطاف
ليست القناة أكثر من أداة يبلغ بها شخص أو مؤسسة رسالة محددة قد تكون جيدة و
قد تكون سيئة .. لكن الجميل تبقى لك حرية التحكم التام عكس الأنترنت .
2- الأنترنت:
الأنترنت
فضاء شاسع متطور بشكل مهول، تكمن خطورته في كونه غير مضبوط بشكل تام، كما
أن إمكانية وصول الفاسدين له أسهل بكثير من التلفاز، طيب ما العمل؟ ..
الجواب سهل جدا، لو نزعت “كيبل” توصيل خدمة الأنترنت، هل ستستمر الخدمة على
الحاسوب؟ الأكيد أنها لن تشتغل، إذن ماذا تريد أكثر؟ أنت من يتحكم، إذن
بإمكانك أن تخصص زمنا محددا لتصفح الأنترنت تكون حاضرا فيه، بل هناك عدد لا
يستهان به من البرامج المجانية التي تتيح لك التحكم في ما يتصفحه أي كان
من على جهاز الحاسوب خاصتك حتى لو لم تكن موجودا، سأضعها جميعا في المحور
الثاني من تدوينتنا و أبين لك بالملموس أن الأنترنت فضاء آمن إذا ما
فَعَّلت شرطة المراقبة لحفظ الأمان .. ليس الأمر تضييقا أو توجيها، بل
العكس، فأنت تقوم بواجبك في توجيه شخص أعمى في طريق كثيرة المطبات.
3- الألعاب الإلكترونية:
أصبحت
الألعاب الإلكترونية صناعة قائمة في حد ذاتها، و جزءا لا يتجزأ من حياة أي
طفل، سواء على الأجهزة المحمولة من جوالات و لوحيات أو حواسيب مكتبية أو
محمولة أو منصات الألعاب العديدة، لكنها هي الأخرى تضم ألعابا ترفيهية
تربوية لو اقتنيتها و أحسنت استغلالها فالأكيد أنها ستنعكس إيجابا على
مستوى طفلك .
4- الأنشطة المنزلية:
الأطفال
ليسوا وسيلة لإستخلاف الجنس البشري على الأرض فقط، و ليسوا زينة الحياة
الدنيا نلدهم ليؤثثوا فضاء المنزل بضحكاتهم البريئة و طرائفكم المضحكة و
صرخاتهم المزعجة .. قطعا لا، فكل طفل هو مشروع رجل و امرأة المستقبل، و
تربيتك هي التي تنتج جيلا حسنا أو جيلا سيأ .. لا تنس أن من بين واجباتك
تخصيص جزء من وقتك للمارسة بعض الأنشطة المنزلية رفقة طفلك تربي فيه روح و
حس المسؤولية و تجعله شخصا اجتماعيا فاعلا للخير .
5- الخرجات الأسبوعية:
ألا
تشعر بالملل عندما تقضي نهاية كل أسبوع في المنزل؟ فما بالك بطفلك الذي
يتربى وفق روتين ممل .. أسبوع من الجد و الإجتهاد يستحق معها طفلك تغيير
المكان و تكسير الروتين ليتجدد نشاطه . السؤال هو كيف أقضي نهاية هذا
الأسبوع؟ الأمر بسيط جدا .. فقط بعض التفكير و التجديد و ستجد انك قادر على
خلق خطط رائعة لقضاء نهاية أسبوع سعيدة .
هل
تفاجئت؟ لا تتفاجئ فالأمر بسيط .. المشكل ليس في الوسيلة، بل فيمن يتحكم
فيها، و لا أعتقد ان أي دولة مهما بلغت درجة ديكتاتوريتها ستضع لك مخبرا أو
جنديا يفرض عليك مشاهدة هذه و ترك هذه، ففي نهاية المطاف أنت من يملك تلك
الوسيلة و أنت من يتحكم فيها، يسمح بمرور ما يريد .. و يمنع دخول ما لا
يريد .. لذا عزيزي ولي الأمر: كن جمركيا.
في تدوينتنا الثانية سأضع رهن إشارتك مجموعة من المواقع و القنوات و الأفكار التي ستساعدك على تنظيم وقت طفلك بشكل مثالي.
أضف تعليق